في فجر يوم 17 يناير 2022 شنت جماعة «الحوثي» الإرهابية هجوماً غادراً على منشآت مدنية وحيوية في العاصمة أبوظبي. الهجوم أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات، وأكد الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة الإرهابية، وتصميمها على زعزعة أمن المنطقة.
لقد كان هدف هذه الجريمة التشكيك في قدرات دولة الإمارات الأمنية والعسكرية، والتي أثبتت جدارتها في التصدي لهذا الهجوم الإرهابي، وأكدت عمق تماسك الشعب والقيادة الحكيمة في مواجهة المخاطر والتحديات التي تحيق بدولة الإمارات والمنطقة عموماً، وقد أثار هذا الهجوم الإرهابي الغادر موجة واسعة من الإدانة والاستنكار على الصعيدين الدولي والإقليمي. فقد أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهجوم بشكل قاطع، ووصفته بأنه عمل جبان يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد، خلال اتصال مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، التزام بلاده بدعم الإمارات في مواجهة هذه التهديدات، وأكد بشدة إدانة واستنكار الولايات المتحدة الأميركية للهجوم الإرهابي لميليشيا «الحوثي» الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية. كما عبّر عن تعازيه لدولة الإمارات في ضحايا هذا العمل الإرهابي وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، بينما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هجوم «الحوثيين» على مطار أبوظبي الدولي والمنطقة الصناعية المجاورة، ودعا «الأطراف كافة إلى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس».
أكدت الدلائل والمؤشرات ارتباط جماعة «الحوثي» الإرهابية بأجندات إقليمية أوسع. الهجوم لم يكن مجرد اعتداء على منشآت مدنية، بل كان رسالة واضحة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرب نموذج التسامح والتعايش الذي تمثله الإمارات.
تعد الإمارات نموذجاً فريداً للتسامح والتعايش، وهي تؤدي دوراً محورياً في مكافحة التطرف والإرهاب، ومنذ اندلاع الأزمة اليمنية، قدمت دولة الإمارات الدعم والمساعدات الإنسانية التي يمليه عليها الواجب الوطني والقومي والإنساني، حيث صرحت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بأن الإمارات قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية تجاوزت 6 مليارات دولار، مع التركيز على دعم القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والطاقة. كما كانت الإمارات واحدة من أكبر المساهمين في دعم اليمن لمواجهة جائحة كوفيد-19، حيث أرسلت 122 طناً من المستلزمات الطبية والإغاثية.
ومن المزايا الإنسانية والكرم الحاتمي، وأن لاتزر وازرة وزر أخرى، والتي تبين سعة صدر الإمارات وكرمها ويد الخير التي تمتد للجميع أنها تستضيف على أرضها واحدة جالية يمنية كبيرة، حيث يعيش آلاف اليمنيين في مختلف إمارات الدولة، يساهمون في بناء المجتمع، ويعملون في مختلف القطاعات الحيوية، ويعكسون عمق العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين البلدين.
إن هذه الجالية اليمنية ليست مجرد أرقام، بل هي جسر حيوي يربط بين الشعبين الإماراتي واليمني، حيث تتجسد أواصر الأخوة والمصاهرة والتعايش السلمي في الحياة اليومية، وبالإضافة إلى أن هناك العديد من العائلات الإماراتية واليمنية تربطها صلات القرابة ووشائج الدم والرحم وعلاقات عائلية متجذرة في التاريخ، ما يجعل العلاقة بين البلدين أكثر من مجرد تحالفات سياسية أو اقتصادية.
دولة الإمارات كونها دولة متقدمة وذات سلوك إنساني، وتمد يد العون للجميع، فهي كذلك ترسخ قيم التسامح والتعايش، وقد قدمت دائماً الدعم للشعب اليمني منذ تاريخها القديم، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل أيضاً من خلال فتح أبوابها أمام اليمنيين للعيش والعمل بكرامة. هذه الروابط الإنسانية العميقة تجعل من أي هجوم يستهدف الإمارات بمثابة اعتداء على هذه العلاقات المتينة، وتذكرنا بأن أمن الإمارات واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك اليمن.
الهجوم الغادر على أبوظبي مثّل تصعيداً خطيراً في ممارسة السلوك الإرهابي الذي جبلت عليه جماعة «الحوثي» الإرهابية هذا العمل الإجرامي يهدد ليس فقط أمن الإمارات، بل أمن واستقرار المنطقة بأسرها. 
ذكرى هذا الهجوم الإرهابي باقية في الذاكرة لتؤكد الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة تهديدات إرهابية تستهدف المنطقة بشكل متواتر ودائم، وعليه فإنه يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً ضد هذه الأعمال الإجرامية، وأن يضغط على الإرهابيين بكل الوسائل القانونية المتوفرة لوقف اعتداءاتهم.
دولة الإمارات، برغم هذه التحديات المستمرة، ستظل صامدة في وجه الإرهاب، وستدعم كل الجهود الإقليمية والدولية في حربها المشروعة ضده، وستواصل دورها الريادي في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما عودت الجميع، ويد الخير والعطاء والمساعدات الإنسانية لن تتوقف عن المحتاجين والمعوزين، وستكون دولة الإمارات دائماً عوناً في دعمها للإنسانية.
*كاتب إماراتي